روايات

رواية كن لي أبا الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم رميساء نصر

رواية كن لي أبا الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم رميساء نصر

رواية كن لي أبا البارت التاسع والثلاثون

رواية كن لي أبا الجزء التاسع والثلاثون

رواية كن لي أبا
رواية كن لي أبا

رواية كن لي أبا الحلقة التاسعة والثلاثون

كان يقف امام تلك البناية التي كانت بها زوجته أعاق خطواته حارس الامن الذي حدثه:
حضرتك ايه ال رجعك تاني طالع لمين
مد يده ببعض المال يضعهم بجيبه وهو يحدثه:
طالع لدكتور وائل هو لسه موجود
إبتسم بجشع له وفتح له الطريق حتي يدلف للداخل:
اه لسه موجود في الدور السادس
وصل أمام سكرتيرة الطبيب يحدثها:
حضرتك انا عاوز اقابل دكتور وائل
تمتمت بكلمات جامده وهي تبعث بالاوراق التي بيدها:
كشف والا اعاده
تابع بنفي:
لا انا عاوزه في استشاره
وضعت تلك الاوراق علي سطح المكتب التي تجلس عليه متنهده وهي تخبره مُشيحة بزراعها علي إحدي المقاعد:
تقدر تتفضل ولما يجي دورك هقولك تتفضل
زفر بضيق من تلك الروتينيات البحته وخاب أمله عندما وجد الكثير من المرضي ينتظرون دورهم وبما إنه إستشاره فسيجلس حتي ينتهي الطبيب من كل هذا فتراجع بحديثه وتابع:
انا عايز كشف مستعجل لو سمحتي
تحدثت بتبرم وهي تلوي شفتاها:
انت عاوز استشاره والا كشف
نظر لها بإشمئزاز علي طريقتها متمتماً:
انا عاوز ادخل دلوقتي اتصرفي بأي طريقه وال انتِ عاوزاه خديه
تابعت بهمس وإبتسامه جشعة علي صفحة وجهها:
طب اتفضل اقعد هنا وخمس دقائق وادخل بس كل بحسابه
وضع أمامها ما يكفيها من المال وذهب بعيداً بعدما وجه لها نظرات إستحقاريه وجلس ينتظر دوره حتي نادت عليه بعد مرور القليل من الوقت:
إتفضل يا أستاذ دورك
دلف مالك إليه ثم جلس أمامه علي المقعد بعدما ألقي عليه السلام ورده الاخر ثم تحدث:
انا جاي مش علشان اكشف انا جاي أسأل حضرتك علي واحده جاتلك هنا انهارده اسمها سهيلة
عقد جبينه بضيق من ذلك القابع أمامه يريده أن يفضح أسرار مرضاه فصاح به متسائلاً:
انت مين وبأي حق جاي تسأل عن واحده من المرضي بتوعي
إنفعل الاخر من طريقته التي توحي بأنه متطفل يريد آذيتها فصاح به:
انا جوزها وعايز اعرف مراتي فيها ايه وعلي ما اظن اني ليا كامل الحق اعرف مراتي ايه ال بيجيبها هنا
تحدث بأسف متفهماً لإنفعاله هذا بعدما إتهمه:
وانا مينفعش اخرج اسرار المرضي بتوعي
= طب انا عايز اعرف هي عندها ايه…
ايه السر في كدا
تحدث بأسف:
هي مش عايزه حد يعرف
إنعقصت ملامح وجهه بالحيره متمتماً:
ليه يعني هي عندها ايه وايه ال يستدعي انها تخبيه
تابع برجاء للطبيب حتي يريح قلبه وعقله الذي سيشت من أفعالها:
لو سمحت انا هتجنن انا عاوز اعرف هي فيها ايه اتغيرت جدا ومعرفش مالها
= مراتك للاسف عندها ورم في المخ
قال تلك الكلمات التي لم يستعبها عقله فصاح به بوجوم:
هي مين دي ال عندها ورم….. لا يستحيل انا اقصد سهيله احمد الدالي أكيد دي واحده تانيه لا لا يستحيل دي تكون سهيله
حاول الاخر أن يُهدئه مكملاً:
اهدي يا استاذ هي اه سهيله مراتك ودا الملف بتاعها
أعطاه ذلك الملف المدون عليه إسمها بالكامل وأخذ يتفقده ويعيد قراءته حتي يؤكد لعيناه بأنها ليست هي وربما تشابه أسماء فقط او عيناه هي التي أخطأت في القراءة لكن ما قرأه كان صحيح وهي بالفعل
فرت منه دمعه هاربه إختنقت من حبس بكاءه علي تلك الصغيره محبوبته
تحدث الطبيب برفق عندما رأي حالته:
انا عارف ان الموضوع صعب عليك واصعب عليها لأن سنها صغير جدا علي تحمل حاجه زي دي ولوحدها بالتاكيد نفسيتها مدمره وتحت الصفر دا بالنسبه للتعب النفسي اما التعب البدني فهي بمعني اصح بتتعذب ورم المخ دا من اصعب الاورام وبيتوجب عليك انك تقف جانبها ويا ريت متعرفش ان انا قولتلك حاجه لان هي مكانتش عاوزه حد يعرف نهائي بس دا من رابع المستحيلات انها تخبي لانها هتحتاجك وهتحتاج لاهلها الفتره الجايه جدا المرض دا هيدمرها بمعني اصح لدرجة انها مش هتبقا قادره انها تتحرك من مكانها وطبعا هنحدد نوع الورم وازاي هنتعامل معاه من خلال حجمه بس لازم تعرفها انك عرفت وتحاول تتقرب منها وتهئ نفسيتها لان العامل الاساسي عشان تخف هو النفسيه ويا ريت تعرف سبب انها مش عايزه تعرف حد بمرضها وانها تستحمل دا كله لوحدها من غير ما تعرف حد اكيد مش واثقه فيكو او خايفه منكو او شايفه انكو بعيد عنها ومش مهتمين بيها فعشان كدا مقاليتش واحتفظت بمرضها لنفسها
لم يستطع سماع تلك الكلمات التي توضح ما تعانيه هي فما بال إذا حدث كل هذا بالفعل أمامه قام من مكانه متمتماً بضيق وهو يتوجه للخارج:
عن اذنك يا دكتور مضطر امشي
كان يجلس بسيارته يبكي كالطفل الصغير الذي أخبروه بموت والدته ويزداد تألمه عندما يذكره عقله بكل موقف مرو به معاً وكانت تعاني منه ولم يقدر علي مساعدتها بل كان يوبخها ويجرحها بشده أمسك بصدره مكان قلبه الذي شعر بخروجه من مكانه من شدة الالم الذي شعر به وصرخ بعلو صوته حتي ينفث عن ما بداخله:
ليه لييييه يا رب تعمل فيها كدا وليه خليتني اعمل فيها كدا كانت بتتعذب قدامي وانا كنت بجرحها اكتر واكتر ليه مشوفتش وجعها ليه انا شخص أناني مكانش فارق معايا هي مكانش فارقلي غير نفسي وشكلي وبس ومشوفتش وجعها خليتها بدل ما تحبني وابقا انا الحضن ال تهرب فيه من اوجاعها بقت تهرب مني انا اسف مشوفتش غير نفسي وبس مقدرتش وجعك واحتياجك ليا
تذكر عندما ظن بها سوءً وظلمها وعندما كانت مريضه بالحفل ووبخها وبكل مره كانت تعاني ولم يترك فرصة إلا وسبب لها أذي صرخ بكل قوته حتي شعر بأن احباله الصوتيه تمزقت:
ليه يا رب بتعاقبني بيها انا عارف اني ماستهلهاش بس يا ريت متبعدهاش عني انا مش قادر اسامح نفسي علي ال عملته فيها ازاي هي هتقدر تسامحني يااااا رب ياااااا رب إشفيها يا رب هي معملتش حاجه في حياتها عشان تجازيها كدا انا عارف اني غلطان في وقت ما كانت محتاجاني انا مفرقش معايا وفكرتها بتدلع وهينتها مفرقش معايا غير نفسي كنت غبي كنت غبي غبي
إنهار بمكانه يبكي كالطفل حتي فات الوقت وحل الليل وهو جالس بمكانه يعذب ويجلد حاله علي ما فعله بها حتي عزم علي تعويضها عن كل ما رأت منه وحرك سيارته وتوجه إلي محل تجاري كبير أحضر منه شئ ثم توجه ل منزله
بغرفة سهيلة كانت تتقلب بحرية علي الفراش حتي فاقت من نومها تتفقد حالها بتعجب ظلت هكذا دقيقة حتي تذكرت بأنها كانت معه في سيارته فما الذي آتي بها إلي هنا فسرت ذلك بأنها من المؤكد انها غفت وهو أحضرها إلي هنا سمعت تلك الاصوات الخارجه من معدتها تخبرها بمدي جوعها نهضت من الفراش وتوجهت للاسفل تبحث بكل مكان عن أحد حتي يساعدها بإحضار الطعام لكنها لم تجد أحد منهم فتوجهت إلي المطبخ حتي تصنع لحالها طعام يسد جوعها
فتحت البراد تبحث به عن شئ فوجدت الطعام به أخرجته بحذر ووضعته علي رخام المطبخ واحضرت بعض الاطباق لتسكب لها طعام وتسخنه وضعت الاطباق أمامها وجاءت لتضع من الطعام وتنقله شعرت برعشة بيدها وتشوش في النظر فسقطت منها الأطباق علي الارض مخرجه ضجه تتناثر بكل مكان
كان يراقبها من وراء باب المطبخ عندما رأي خيالها بالمطبخ وهو متوجه للاعلي فسار خلسةً إليها يراقبها من وراء باب المطبخ وشعر بغصه بحلقه عندما رأي شحوب وجهها وعيناها المنتفخه المحمره ظل يتابعها بحزن شديد عليها حتي لاحظ عدم إتزانها ووقوع الصحون من يدها سببت ضجه كبيره جعلتها تصرخ بألم تضع يديها علي أذنها بسبب ذلك الصوت الذي لم تتحمله وسبب لها اوجاع برأسها
توجه لها بسرعة البرق يقف أمامها وعيناه تنظر ليدها المرتعشه أما هي فكانت تنظر له بتعجب من وجوده فجأة إبتلعت لعابها محاوله ان تعيد شتات نفسها حدثته بتلعثم وارتباك تعتذر له علي ما فعلته:
ا ا ا انا اس اسفه….. سببتلك ازعاج….. متزعقليش…… انا مكنتش اقصد…… ب بس كان غصب عني…. وقعت من ايدي انا هنضف ال عملته دا
قالت كلمتها الاخيره وهي تجسو ارضا تلتقط بيدها تلك الشقفات الحاده التي خرقت يدها بدون قصد أخرجت تآوهات بسبب دخول تلك الشقفة الحاده ب كفها يخر منها الدماء بغزارة
جسي أمامها مسرعاً حتي أصبح بمستواها يري تلك الدموع التي تسير علي وجنتاها بصمت من الالم تحاول كتمها ازال من يدها تلك الشقفات الحاده ملتقطاً من أمامه إحدي المناديل السميكه يحيط بها يدها حتي تمنع تلك الدماء
خرجت منها إرتعاشه ممزوجة بشهقة من شدة إندفاع تلك المشاعر المضطربه من قربه وتردد تلك الكلمات الغاضبه التي كان يوجهها لها بكل وقت قابلها
جذبها إليه يحتضنها بقوه كأنها ستغادر حياته أجهشت بالبكاء من شدة تعطشها لأحد ترتمي بأحضانه تشكو له علي ما تمر به من صعوبات أنهكتها أنزل عبارات مؤلمه علي بكاؤها الذي قطع نياط قلبه وجعل صدره ينقبض بقوه
أبعدها عنه حتي يري وجهها عن قرب مملساً علي عيونها التي تصرخ بما تشعر بداخلها تحدث نفسها كأن عيناها تترجم ما تتفوه به بداخلها:
مش قادره استحمل وجع قلب اكتر من كدا انا خلاص طاقتي نفذت
= انا هو طاقتك وخلاص طاقتك رجعتلك تاني واقوي من الاول وهفضل معاكي دايما
_ للاسف مبقاش ينفع قلبي اتحطم خلاص الي اشلاء ويستحيل يرجع وانت السبب للاسف انت ال وصلتني للحاله دي
= انا اسف بس مكانش قصدي اعمل فيكِ كدا مكنتش مدرك انا بوجعك وبحطمك اد ايه بس اوعدك اني مش هجرحك تاني لاني مش هقدر انا كنت غبي لما عملت فيكِ كدا ووصلت حبنا للجفاء دا
قطع تعلق عيناهم بكلماته الحنونه:
انتِ كنتِ بتعملي ايه هنا
أجابت بصوت مبحوح من كثرة المشاعر التي هاجمتها بعدما أخفضت عيناها :
كنت بجيب اكل عشان جعانه
شكل إبتسامة بشوشه علي ثغره وأنامله تزيح تلك الخصلات المتمردة علي وجهها تمنعه من التملي بوجهها ثم تفوه بمرح:
طب بما انك جعانه بقا وانا الحمد الله طباخ فاشل وحضرتك زميله ليا فلو تكرمتي عليا يا سينيوريتا عشان تتعشي معايا بره
حاولت القيام من مكانها حتي تمنعه عن أفعاله الغريبة التي تؤثر بها مكملة بحده:
لا شكرا انا خلاص مش جعانه
أوقفها برفق يتابع حديثه حتي يستعطفها ويجعلها توافق:
بس انا جعان بقا وعايز اتعشي معاكِ ينفع بقا تيجي معايا وخدي الشنطه دي واطلعي يلا ومش عايز مناقشه يلا اجهزي بسرعه هستناكي ربع ساعه بس ولو منزلتيش هطلعلك انا
أعطاها تلك الحقيبة التي أخذتها بيدها السليمة وتوجهت للاعلي دون النظر له
*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!
همهمت له بكلمات رقيقه وهي تضع بفمها معلقة محملة بالطعام لا تعلم ما الذي وضعته بها حتي:
باكل اهو كل انت ومتشغلش بالك
اومأ لها وأكمل طعامه
أما هي فشعرت بإزدياد تقلص معدتها وجريان لعابها الساخن بحلقها كأنهت علي وشك التقيؤ فإنتفضت نحو المرحاض مسرعة أسرع الاخر خلفها من إنتفاضتها وهروبها هكذا من علي طاولة الطعام
دلف إليها وجدها تجسو ارضاً تخرج أصوات متأوهه ناتجه عن تقيؤها تفرغ كل ما بمعدتها إقترب منها يساندها من خصرها يرفع خصلات شعرها للاعلي التي تمنعها عن أخذ حريتها بالتقيؤ
إنتهت من ما تفعله ترمي بثقل جسدها عليه بعدما سابت مفاصلها إلتقط جسدها الذي إرتمي عليه يسألها بقلق:
مالك في ايه
تحدثت ببكاء ويدها تتحسس أسفل معدتها بألم:
بطني بتوجعني مش قادره
قبل رأسها بحنان متمتماً:
طب اهدي اهدي
حملها وتوجه بها للخارج وضعها علي الفراش برفق ثم جلس بجاورها يزيل تلك الخصلات المبتله
أمسكت يده تحدثه بوهن:
خلاص روح انت كل انا خلاص بقيت كويسه يا حبيبي
ولت ظهرها له تبتعد عن أنظاره تحتضن الوسادة الكبيره تدفن بها وجهها
جذبها برفق يجلسها يحدثها بلوم:
مش هتقدري تخبي وجعك عني لاني انا وانتِ واحد ال يوجعك يوجعني
أجابت بوهن واحدي كفيها يحتضن وجهه:
انا والله كويسه بس باين اخذت دور برد شديد في معدتي
أمسك بكفها يقبله بحنان:
طب هجيبلك اي حاجه سخنه تشربيها هتريحك شويه
ذهب الي الخارج وطلب من سعديه باحضار مشروب دافئ لها
أحضرته لهم وجلس بجوارها حتي إنتهت من شرابها أعدل جسدها الواهن ووضع عليه الغطاء وضمها إليه حتي تنام وكفه بدأ يمرره برفق مكان كفها الذي كان يدلك مكان معدتها وظلت هكذا حتي غفت بثبات عميق ونام الاخر بجوارها

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كن لي أبا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى